يُحكى أن الأب كان يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته، وحين ضاق بابنه الصغير ذرعاً، قام بقطع ورقة من الصحيفة كانت تحوي خريطة العالم، ومزقها قطعاً صغيرة كالأحجية، وأعطاها لابنه وطلب منه أن يعيد تركيب خريطة العالم وهو يظن بهذا أنه سيشغل ابنه عنه لأطول فترة ممكنة، ولكن لم تمضِ نصف ساعة حتى كان الصغير قد أعاد تركيب خريطة العالم! دُهش الأب مما فعله ابنه، لدرجة أنه سأله ما إذا كانت أمه تدرسه الجغرافيا خلال غيابه عن البيت! فقال الصغير: لا يا أبي، لقد كان على خلف الخريطة صورة إنسان، وعندما أعدتُ تركيب الإنسان، أعدتُ بناء العالم!
إن أسوأ استثمار يستثمر هو في الأشياء على حساب الإنسان، مع أن الإنسان أبقى من الأشياء، بل لا بقاء للأشياء إلا بوجود الإنسان الذي يعرف قيمتها!
إذا أردنا أن نبني العالم، فعلينا أولاً أن نبني الإنسان
من مقال إعادة بناء العالم !
إذا لم يكن العلماء ربانيين في مثل هذه الظروف فمتى يكونون؟!
إن حاجتنا إلى المظلة وقت هطول المطر وللأسف أغلب العلماء الذين كنا نتوسم فيهم خيراً تركونا تحت المطر ولاذوا تحت سقف الحاكم!
ورحم الله أحمد بن حنبل يوم فتنة خلق القرآن!
دخلَ عبداللهِ بن محيريز دكاناً يُريدُ أن يشتري ثوباً، فقال رجل قد عرفه لصاحب المحل: هذا ابن محيريز فقيهنا وعابدنا فأحسن بيعه!فغضب ابن محيريز، وطرحَ الثوب من يده و
قال : إنما نشتري بأموالنا ولا نشتري بديننا!
من مقال لا تأكل بدينك!
يقول ابن الجوزي في كتابه "المدهش":رأتْ فأرةٌ جملاً، فأعجبها، فجرَّتْ خطامه فتبعها، فلما وصل إلى باب بيتها وقفَ ونادى بلسان الحال: إما أن تتخذي داراً يليق بمحبوبك أو محبوباً يليق بدارك!
خُذْ من هذه إشارة، إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك أو تتخذ معبوداً يليق بصلاتك
هكذا نحن نقدم المهر القليل ونطلب الجزاء الكبير، وليس لنا من عزاء إلا أننا على يقين أن الله أرحم بنا من أمهاتنا، ولكن هذا لا يمنع أن نسأل أنفسنا دوماً بعد كل صلاة، هل تليق به سبحانه؟!
من مقال هل تليق ؟!
يقول مارتن نيمولر: «في ألمانيا عندما اعتقلوا الشيوعيين لم أُبالِ لأنني لستُ شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود لم أُبالِ لأنني لستُ يهودياً، ثم عندما اضطهدوا النقابات العمالية لم أُبالِ لأنني لم أكن منهم، بعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك لم أُبالِ لأنني بروتستنتي! وعندما اعتقلوني لم يكن قد بقي أحد حينها ليدافع عني»!
المبادئ لا تتجزأ يا سادة، فإما أن نكون مع المظلوم أياً كان فكره وعقيدته ورأيه أو نحن مع الظالم! مربط الفرس في الإنسان القادر على أن يقول لا ولكنه لا يقولها إلا حين يقع الظلم عليه أو على تياره، هذه هي الانتقائية المقيتة التي تخدش قيمنا ومبادئنا وترسخ للظلم والقهر!
من مقال المبادئ لا تتجزأ !
لماذا على الآخرين أن يخبرونا دوماً بالأشياء الجميلة التي نملكها ! مشكلتنا أننا نريد أن نملك دوماً أكثر بدل أن نفكر في أن نستمتع بالأشياء التي نملكها !
نحن دوماً نريد بيتاً أكبر، ولكننا ننسى أن البيت ليس جدراناً وأثاثاً فقط، إنه وطن صغير فيه من المشاعر والحكايا والذكريات أكثر مما فيه من المساحة والأثاث !
نحن دوماً نريد وظيفة أفضل ولكننا ننسى أن هذا العالم يغص بالعاطلين عن العمل، وأن الوظيفة ليست مالاً يُجنى فقط، إنه كرامة ورغيف خبز بِعِزة، وإحساس رائع بالإنتاج والعطاء !
نحن دوماً رجالاً ونساء، نريد زوجة أفضل، وزوجاً أفضل، وننسى أن نكون نحن الأفضل أولاً!
لا شيء في سعي الإنسان لامتلاك بيت أكبر، أو الحصول على وظيفة أرقى، أو الرغبة في العيش مع شريك عمر ممتاز، ولكن لماذا علينا دوماً أن نشعر بالنقص تجاه الأشياء التي لا نملكها بدل أن نشعر بالامتنان تجاه الأشياء التي نملكها!
من مقال نظرة أخرى !
منقولة من جريدة الوطن
يتبع